الاثنين، 17 أغسطس 2015

الكتاب


الكتاب نعم الأنيس في ساعة الوحدة ونعم القرين ببلاد الغربة، وهو وعاء مليء علمًا وليس هناك قرين أحسن من الكتاب، ولا شجرة أطول عمرًا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتاب مفيد، والكتاب هو الجليس الذي لا يمدحك والصديق الذي لا يذمك والرفيق الذي لا يملك ولا يخدعك إذا نظرت فيه أمتعك وشحذ ذهنك وبسط لسانك وجود بيانك وغذى روحك ونمى معلوماتك، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة . ولو لم يكن من فضله عليك إلا حفظه لأوقاتك فيما ينفعك وصونها عما يضرك من فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة ومجالسة من لا خير فيهم، لكان في ذلك على صاحبه أسبغ نعمة وأعظم منة.
الجاحظ

الأحد، 16 أغسطس 2015

عالم الصورة


الصورة عالم ساحر ، تسافر بك الى مدن و توثق لنا احداث و تصنع لنا نجوما و قصصا لا مثيل لها ...
صور توثق جرائم و صور تصنع الفارق و صور تحدد مواقف ...
لكن الكل يخاف من الصورة ، لانها سلطة او سلاح يمكن توجيهه مع دقه في التصويب لتوثيق اهم الاحداث او الحروب في العالم ..
الصورة... ذلك الغول الذي يطارد الجميع زاد من سلطته، فالتطور المذهل لتكنولوجيات الاتصال بدأ في تشكيل الشعوب و إعادة ترتيبها معلوماتيا وفق خارطة جديدة تختلف عن الخارطة الجغراسياسية التي نعرفها.

ترتيب أكد اختلال التوازن بين الشعوب التي أصبحت رهينة المعلومة، فالحرب اليوم لم تعد حرب الأسلحة فقط...

مناخ مشحون بالتوترات يأخذنا إلى انحرافات عالم الصورة ووظيفتها الإيديولوجية و هو ما يجعلها قادرة على اختراق خصوصية الهوية الثقافية السائدة .

غموض يأخذك إلى الإبحار في عالم المعلومات التي أصبحت تحتكم إلى مواقف سياسية قد تغير مسار الدول في العالم .

ديكتاتورية الصورة حولت العالم إلى شبكة معقدة تخترق قيم المجتمعات بل تعيد رسم تاريخ جديد لكل الشعوب فتظهر و تخفي ما تشاء.... و تبقى الحقيقة مغيبة تطرح أمامنا أسئلة عديدة .....

أصبحت الثقافات عاجزة على تحدي الوسائل العملاقة للاتصال السمعي و البصري و الفضائيات العابرة للقرات ، إنها تقدم تهديدا واضحا و صريحا لهدم القيم الثقافية و الهوية الحضارية.

ابن خلدون في "كتاب المقدمة" أشار إلى أن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لها تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب.

إن تواتر الأحداث و الصور و المعلومات خلقت جيلا جديدا بل غيرت في مواقفه و أرائه و سلوكياته لتصنع ثقافة واحدة لشعب واحد مع طمس كل الخصوصيات .

و في هذا السياق ذهب علي أحمد سعيد اودونيس في كتابه " فاتحة لنهاية القرن" هكذا لا يبدو العربي غريبا عن شرقه فحسب و إنما يبدو إلى ذلك غريبا عن العالم أيضا إنه وجود مؤجل، و فيما هو يستمر، ناقلا مقلدا، يبدو غصنا مصطنعا في شجرة الحضارة المعاصرة.

فجوة رقمية و ثقافية واقتصادية واجتماعية بين غرب يجسد العلم و التقنية و التقدم ،يوضح الاستغلال الفاحش لثروات العالم، من هنا تكمن قوة وسائل الإعلام الغربية كأداة للهيمنة وقدرة على تشكيل العقل البشري، في حين يبقى العالم العربي يحصد الخيبات و ينهزم أمام الصورة المشرقة المقدمة للحضارة الأوروبية باعتبار العالم العربي عالما متخلفا و رجعيا لا يرتقي إلى مستوى الحضارة و الذي كان في ما مضى سيد العوالم من حيث التطور و التقدم.

فمتى يعترف الغرب بان العرب هم أساس الحضارة؟ فما وصل إليه العرب لم يصل له الغرب حتى يومنا هذا، فكانت الصورة أدلة قاطعة على تقدم العرب المسلمين من حيث البحوث والعلوم والاقتصاد والعمارة التي مازالت تحتفظ بإسرارها، استفاد منها الغرب ولكنه أغمض عينيه عن الحقيقة التي يعجز عن البوح بها .

ترسانة من الأجهزة الإعلامية و البصرية تعيد تشكيل الواقع و تضخم الظواهر و تغير النسيج الاجتماعي و تطرح أمامنا إعادة النظر في القيم الأخلاقية ...

لم يتخلص العالم العربي من التبعية الاقتصادية ليدخل في تبعية معلوماتية و فكرية تجعل منه ذلك الساذج الذي ينقل المعلومة من دون أي تفكير أو تصحيح بل يفتخر بمصادرها دون أن يلوم نفسه .

كل الإمكانيات واردة و لكنها ضبابية و غير ثابة أو غير محددة و لكننا اليوم أمام تجربة مؤلمة و مرعبة....

مقال : عائشة الغنوشي

الاثنين، 10 أغسطس 2015

حبات الزقوقو : عمل صحفي عائشة الغنوشي

حبات الزقوقو - أو الصنوبر الحلبي - لها قصة طريفة تناولتها بعض كتب التاريخ، حيث يقول عبد الستار عمامو، الباحث في التراث التونسي، إن «العبارة عامية، وهي تسمية شعبية.. إذ لم يكن معظم التونسيين يعتمدون على الزقوقو كمادة غذائية، ذلك أن أمر تناول هذه النبتة المتأتية من أشجار الصنوبر الحلبي للاستهلاك البشري لم يعتمد إلا خلال عام 1864 إبان ما يعرف لدى التونسيين بـ(ثورة علي بن غذاهم)»، ويضيف عمامو أن تلك الثورة «رافقتها حالة حادة من الجفاف مما اضطر سكان الشمال التونسي إلى استهلاك الزقوقو، الذي يتشابه في تركيبته مع حب الدرع. وانتهى استهلاك الزقوقو بنهاية المجاعة ولم ترجع عادة استهلاكه إلا خلال السبعينات من القرن الماضي، ليصبح مثل الموضة التي انتشرت بين العائلات، وصار استهلاكه دلالة على الرفاه الاجتماعي لارتفاع كلفته».

مشاركة مميزة

هذا أنا ومن هنا جئت ...

بعد ان زادت إحتمالات تصادمي بالكون و الذوات الاخرى وبعدما فقدت حريتي  بالتعامل مع نفسي والاخرين من حولي كان لابد أن ينفصل قلبي عن قارب...